في مشهد نقابي لافت، ووسط أجواء من الالتزام والمسؤولية، شهد مقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمدينة مكناس حدثًا مميزًا تمثل في تجديد المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة CDT. اللقاء أسفر عن انتخاب 23 عضوًا وعضوة من مختلف المؤسسات الصحية بالإقليم، في خطوة تعكس دينامية التنظيم النقابي وانفتاحه على كل الفئات والطاقات العاملة بالقطاع.
اللحظة الأبرز في هذا اللقاء كانت انتخاب الأخت مجيدة فضيلي، أخصائية الحمية والتغذية، ككاتبة إقليمية جديدة خلفًا للأخت بشرى حمراس، التي بصمت مسارًا نضاليًا متميزًا طوال سنوات من العطاء الإقليمي والجهوي، فحضيت بتحية خاصة من الحضور على ما قدمته من جهود لصالح الشغيلة الصحية والتنظيم.
اختيار مجيدة فضيلي ، رسالة واضحة تعكس بجلاء المكانة المتقدمة التي باتت تحتلها المرأة الصحية داخل هياكل النقابة الوطنية للصحة، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل عمومًا. حضورٌ قويّ لم يعد مقتصرًا على الدعم والمرافقة، بل تجاوز ذلك نحو مواقع القرار والقيادة الميدانية، في مشهد متنامٍ ومتجذر.
وتجدر الإشارة إلى أن جهة فاس مكناس باتت اليوم تحتفي بثلاث كاتبات إقليميات ضمن هياكل النقابة الوطنية للصحة: سكينة عبدلاوي بإقليم مولاي يعقوب، بشرى مزوز بتاونات، وأخيرًا مجيدة فضيلي بمكناس. ثلاث نساء يمثلن تنوع التخصصات وتكامل الأدوار، ويشكلن واجهة مشرقة لنضالات الكفاءات النسائية بالقطاع الصحي.
في ظل التحديات المتزايدة التي يعرفها مجال الصحة العمومية، تبرز هذه الكفاءات النسوية كأمل متجدد وإضافة نوعية لمسار الدفاع عن الحقوق وصيانة الكرامة، في إطار نضال نقابي وطني يؤمن بأن النهوض بالمنظومة الصحية لا يستقيم دون تمكين فعلي وحقيقي للمرأة الصحية، اعترافًا بكفاءتها وإيمانًا بدورها الحاسم.