في أجواءٍ مطبوعة بالجدية والحماس النقابي، شهد المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة، يوم الثلاثاء 29 يوليوز 2025، ميلاد مكتب نقابي محلي جديد تحت لواء النقابة الوطنية للصحة العمومية، في خطوة اعتُبرت محطة تنظيمية مفصلية ترسّخ الحضور الفاعل للنقابة داخل واحدة من أبرز المؤسسات الصحية بالمملكة.
اللقاء الذي احتضنته قاعة الاجتماعات بالمركز، جرى تنظيمه بتفويض مباشر من الكاتب العام الوطني، الدكتور كريم بالمقدم، وتحت إشراف المكتبين الجهوي والإقليمي بجهة طنجة تطوان الحسيمة وعمالة طنجة أصيلة، بحضور مكثف ومتنوع لمسؤولين نقابيين وأطر صحية يمثلون مختلف المكاتب المحلية والإقليمية بالجهة.
في كلمته الافتتاحية، نوه الأخ يونس محراش، الذي تولى تسيير الجمع العام، بأهمية هذه المحطة في سياق التحولات الكبرى التي يشهدها القطاع الصحي، وعلى رأسها تنزيل مشروع إصلاح المنظومة الصحية وتفعيل الجهوية الصحية المتقدمة من خلال المجموعات الصحية الترابية. واعتبر أن تأسيس المكتب النقابي داخل المركز الاستشفائي الجامعي لا يُمثل فقط بُعدًا تنظيميا، بل يُجسد انخراطًا حقيقيًا في مواكبة دينامية الإصلاح من موقع الشريك المهني المسؤول.
الكلمة أعقبتها مداخلات قوية لكل من المنسق الجهوي الأخ حمزة ابراهيمي، وممثل الكاتب العام الوطني الأخ عبد الرحمان لعميري، الذين وقفا عند السياق العام الذي يُؤطر هذه الخطوة، مبرزين التحديات التي تواجه العاملين في القطاع الصحي، والحاجة المتزايدة لتنظيم نقابي قوي، قادر على حماية الحقوق وتحصين المكتسبات، وتعزيز الوحدة داخل الإطار النقابي.
وفي أجواء تميزت بالديمقراطية والانضباط، تم انتخاب الأخت جهاد أبو الربيع كاتبة عامة للمكتب الجديد، بإجماع الحاضرين، تكريسًا للثقة التي تحظى بها في صفوف مناضلي ومناضلات النقابة، إلى جانب انتخاب باقي أعضاء المكتب المحلي في أجواء شفافة، طبعتها روح التوافق والمسؤولية.
تأسيس هذا المكتب يشكل، دون شك، رافعة جديدة لتعزيز العمل النقابي داخل المؤسسة الصحية الجامعية بطنجة، وتوطيد جسور التنسيق بين مختلف مكونات النقابة على الصعيدين المحلي والجهوي، بما يضمن مواكبة التغيرات التنظيمية والتشريعية التي يعرفها القطاع الصحي، ويدعم جهود الإصلاح من موقع الدفاع عن مصلحة العاملين ومطالبهم المشروعة.
وبذلك تواصل النقابة الوطنية للصحة العمومية تجديد هياكلها وبعث دينامية تنظيمية متجددة، تؤكد من خلالها التزامها بالتأطير الجاد والفعّال، وتثبت أنها رقم صعب في معادلة إصلاح قطاع الصحة بجهة الشمال، خصوصًا في ظل متغيرات المرحلة القادمة.