شهدت ملحقة المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بورزازات، مؤخراً، حالة من التوتر داخل أوساط الطلبة، عقب توجيههم عريضة شكوى إلى إدارة المعهد، عبّروا فيها عن استيائهم من ممارسات وصفوها بغير التربوية لأحد الأساتذة، مطالبين بتدخل عاجل لإعادة الانضباط والثقة داخل الفصول الدراسية.
وجاء في نص العريضة، التي وُقعت جماعياً، أن الأستاذ المعني "أطلق تهديدات مباشرة بالرسوب لطلبة الفصلين الخامس و السادس بالموسم المقبل، نفس الشيء تكرر خلال أول حصة في الفصل الثالث، دون أي مبرر واضح"، وهو ما تبعه فعلياً رسوب سبعة طلبة في المادة التي يشرف عليها. هذا الأمر أثار مخاوف الطلبة بشأن مدى موضوعية التقييم الأكاديمي وسلامة العملية البيداغوجية داخل المؤسسة.
كما تضمنت الشكوى إشارات إلى ما اعتُبر "أسلوباً شخصانياً" في التعامل مع الطلبة، واتّهاماً للأستاذ بعدم القدرة على الفصل بين ما هو مهني وما هو شخصي، مما انعكس سلباً – حسب المصدر ذاته – على المناخ العام للتعلّم، وأدى إلى توتر دائم داخل الحصص الدراسية.
وطالب الطلبة في رسالتهم المفتوحة بـ:
- فتح تحقيق إداري ونزيه في فحوى الشكوى؛
- اتخاذ التدابير الكفيلة بضمان حقوقهم البيداغوجية والنفسية؛
- توفير الدعم اللازم للمتضررين من هذه الممارسات.
ويُعيد هذا البلاغ الطلابي إلى الواجهة نقاشًا مهمًا حول العلاقة التربوية داخل مؤسسات التكوين الصحي، خصوصاً حينما تتحول العلاقة بين الطالب والمدرّس إلى مصدر ضغط بدل أن تكون مساحة للرعاية والتوجيه. فالتكوين في مهن التمريض لا يقتصر على نقل المعرفة، بل يتطلب بيئة نفسية آمنة، تعزز قيم الإنصاف والاحترام المتبادل.
وتبقى إدارة المعهد، أمام هذا الوضع، مطالبة باتخاذ ما يلزم من إجراءات حازمة تحفظ مصلحة الطلبة، وتصون حرمة الفعل التربوي، بما يليق بمؤسسة تُعِدّ أطرًا لمهنة تُبنى على العناية بالإنسان.