في مشهد نقابي استثنائي يعكس نبض مهنيي الصحة وتطلعاتهم، احتضن المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بأكادير يوم السبت 31 ماي، حدثًا نضاليًا هامًا تمثل في عقد الجموع العامة لتأسيس وتجديد عدد من المكاتب المحلية للنقابة الوطنية للصحة العمومية، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل.
جاء هذا الحدث تحت إشراف الكاتب العام الوطني، الدكتور كريم بالمقدم، وبتأطير من المكتب الجهوي والإقليمي، وبحضور لافت لمسؤولين نقابيين وممثلين عن المكاتب المحلية بمختلف أقاليم جهة سوس ماسة.
افتتح اللقاء الأخ رشيد أمازوز، الكاتب الجهوي وعضو المكتب الوطني، بكلمة وازنة استعرض خلالها السياق العام لهذا الحراك التنظيمي، مؤكدًا على ضرورة تقوية البنية النقابية في مواجهة التحديات المتزايدة التي يعرفها القطاع. وأبرز أن النقابة الوطنية للصحة العمومية تسير بثبات نحو تأطير شامل ومسؤول لمهنيي الصحة، انسجامًا مع الورش الملكي الطموح لإعادة بناء المنظومة الصحية.
وأكد رشيد أمازوز أن النقابة واعية بعمق التحولات التي يشهدها القطاع، وأنها ملتزمة بالدفاع عن المطالب المهنية والاجتماعية والقانونية لعموم الشغيلة الصحية، من خلال مأسسة الحوار والعمل على تجاوز معضلات الخصاص والضغط المهني، وتحسين شروط العمل والعيش الكريم لمقدمي الخدمات الصحية.
ولم تغب القضايا الحيوية عن نقاشات هذا اللقاء، إذ تم التطرق لمجريات الحوار الاجتماعي القطاعي، وسبل توحيد الصف النقابي لمواجهة محاولات التشتيت والتيئيس، في ظل ما وصفه بعض المتدخلين بانحدار مستوى الممارسة النقابية لدى بعض الجهات.
وقد تُوِّج الاجتماع بتأسيس مكاتب محلية جديدة، جاءت كالتالي:
مكتب أكادير إداوتنان برئاسة الأستاذة نعيمة الكتراني
مكتب شبكة المؤسسات الصحية بقيادة الأخ معاذ المازي
المكتب المحلي للمركز الاستشفائي الجامعي سوس ماسة بعضوية الأخوين عبد الله شريف علوي ويونس بن أحمد
هذه المبادرات تعكس إرادة جماعية في إعادة الروح للعمل النقابي الجاد والمسؤول، بعيدًا عن الشعارات الجوفاء والمزايدات العقيمة. كما تم التأكيد على ضرورة اعتماد آليات تنظيمية حديثة، وتفعيل القانون الأساسي للنقابة بما يضمن تمثيلية حقيقية ودينامية متجددة داخل المرافق الصحية بالجهة.
وفي تصريح إعلامي على هامش اللقاء، عبّر عدد من الحاضرين عن ارتياحهم لهذا النفس الجديد في العمل النقابي، مؤكدين أن المرحلة تتطلب خطابًا عقلانيًا ومواقف موحدة تضع مصلحة مهنيي الصحة والمواطن فوق كل اعتبار.