في يومٍ مشمس من أيام تزنيت، اجتمع رجال ونساء الصحة ممن يحملون همّ القطاع على أكتافهم، في مركز الدراسات والتكوينات ابن زهر، من أجل موعد نقابي يتجاوز شكله التنظيمي نحو رسالة نضالية عميقة: تجديد المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية.
بتفويض من الكاتب العام الوطني، الدكتور كريم بالمقدم، وتأطير الأخ رشيد أمازوز، الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية بجهة سوس ماسة، انعقد الجمع العام التجديدي يوم السبت 21 يونيو 2025، بحضور وازن شمل ممثلين عن المكتب الجهوي، ومسؤولين نقابيين من سيدي إفني، إضافة إلى ممثلي الإطارات النقابية المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، ووجوه حزبية تمثل الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي.
لكن الحضور هنا لم يكن رقميًا أو شكليًا، بل كان تأكيدًا على أن الهمّ المهني مشترك، وأن الدفاع عن الشغيلة الصحية ليس ترفًا تنظيميًا بل التزامًا يتجدد كلما اشتدت التحديات.
في كلماتهم، شدد المتدخلون على أن النقابة الوطنية للصحة العمومية لم تساوم يومًا في قضايا العاملين والعاملات في القطاع. ورغم المتغيرات التي تعرفها المنظومة الصحية، فإن العهد بالنضال مستمر. فالتحديات كبيرة، من ضعف الموارد البشرية، إلى اختلالات التوزيع العادل للخدمات، وصولًا إلى الحاجة لإصلاح بنيوي حقيقي يضع الإنسان أولًا.
توقف الحاضرون كثيرًا عند مشهد المجموعات الصحية الترابية، كأفق جديد يتطلب يقظة نقابية أكثر من أي وقت مضى. إذ لا يمكن لأي مشروع إصلاحي أن ينجح دون إصغاء لمهنيي الصحة، أولئك الذين ظلوا في الصفوف الأمامية أثناء الجائحة، وقدموا دروسًا في التفاني ونكران الذات.
وفي هذا السياق، جاءت كلمة الأخ رشيد أمازوز حاسمة، حين أكد استعداد النقابة لخوض نضال مشترك مع كل الإطارات الجادة من أجل ملف التعويضات عن البرامج الصحية. ملف لطالما اعتبرته النقابة أولوية، ليس فقط لرمزيته المادية، بل لما يعكسه من احترام لمجهودات المهنيين وتقدير حقيقي لعطائهم.
واختُتم الجمع بتجديد الثقة في الأخ الحسان أدبلحسن ككاتب إقليمي، وهو تجديد للعهد كما وصفه بعض الحاضرين، ودعوة صريحة لمواصلة المسار بشفافية، وعزم، ووحدة.
في ظل هذا الزخم، تبدو تزنيت مرة أخرى، أكثر من مجرد مدينة صغيرة، بل نموذجًا حيًّا لما يمكن أن يصنعه الإيمان بالعمل الجماعي، والالتزام المبدئي تجاه القضايا العادلة للشغيلة الصحية.