في مشهد مهني وعلمي متميز، احتضن المعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بمدينة طنجة، زوال يومه السبت 31 ماي 2025، ندوة علمية وطنية نظمتها الجمعية المغربية للممرضين متعددي الاختصاصات AMIP، بشراكة مع النسيج الجمعوي الممثل لهيئة التمريض وتقنيي الصحة، تحت شعار معبّر:
"Les sciences infirmières au cœur de la gouvernance sanitaire : plaidoyer, leadership et impact"
(علوم التمريض في صلب الحوكمة الصحية: الترافع، القيادة، والتأثير)
الندوة شكّلت لحظة علمية راقية وفرصة حقيقية للتفكير الجماعي في سبل تعزيز حضور علوم التمريض داخل آليات الحوكمة الصحية بالمغرب، عبر زوايا متعددة أبرزها القيادة المهنية، والترافع الفعال، وأثر التمريض في السياسات الصحية.
وقد عرفت هذه التظاهرة مشاركة أسماء وازنة من الميدان، من أساتذة باحثين وممرضين باحثين، إلى جانب حضور ممثلين عن النسيج المدني المهني، مما أضفى على النقاش عمقًا أكاديميًا وتجذرًا ميدانيًا ملموسًا.
تميزت الندوة بتعدد المداخلات التي حاولت تسليط الضوء على التحولات التي يعرفها قطاع الصحة، وعلى المكانة المتقدمة التي باتت علوم التمريض تحتلها في النظم الصحية الحديثة، ليس فقط كمجال تقني أو تطبيقي، بل كمنظومة فكرية وقيادية قادرة على التأثير وصناعة القرار.
وخلال اللقاء، تداول المتدخلون حول ضرورة إعادة الاعتبار للممرض الباحث، وتعزيز دوره في بلورة السياسات العمومية الصحية، والارتقاء بهيئة التمريض إلى شريك استراتيجي في إصلاح المنظومة الصحية الوطنية، انسجامًا مع الرؤية الملكية للدولة الاجتماعية.
وفي لحظة اعتراف وتقدير، عبّرت جمعية AMIP عن شكرها الخالص لمدير المعهد العالي للمهن التمريضية بطنجة على حسن الاستقبال والدعم، كما نوهت بجهود اللجنة التنظيمية التي اشتغلت بكل مهنية على إعداد هذا الموعد العلمي، رغم التحديات اللوجستيكية والتنظيمية.
كما توجهت الجمعية بعبارات الامتنان لكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة، من محاضرين محترمين، ومشاركين فاعلين، وشركاء داعمين، معتبرة أن هذه المبادرة ليست سوى خطوة أولى ضمن رؤية استراتيجية أشمل، تروم ترسيخ ثقافة التمريض العلمي، وتشجيع الممارسة المبنية على الأدلة، وفتح آفاق بحثية جديدة أمام الجيل الصاعد من المهنيين.
لقد أكدت هذه الندوة مرة أخرى أن علوم التمريض ليست مهنة فقط، بل رسالة علمية وإنسانية عميقة، تستحق أن تُوضع في قلب الإصلاح، وأن تحظى بالتمكين الحقيقي داخل منظومة القرار الصحي.