أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الأزمة تتفاقم داخل مستشفى الصويرة.. الممرضون يعتصمون والإدارة تلتزم الصمت

 

الأزمة تتفاقم داخل مستشفى الصويرة.. الممرضون يعتصمون والإدارة تلتزم الصمت

في قلب مدينة الصويرة الهادئة، حيث اعتاد الناس على إيقاع الحياة البطيء وهواء البحر المالح، تدور خلف أسوار المستشفى الإقليمي معركة صامتة، عنوانها: الكرامة.


لم تكن الأيام الأخيرة عادية بالنسبة للأطر التمريضية العاملة هناك. فمنذ صدور البيان الأول للنقابة المستقلة للممرضين بتاريخ 29 ماي 2025، بدأت ملامح التصعيد تتضح، وسط شعور عارم بالإحباط من إدارة لا تُصغي، بل تمضي في اتجاه معاكس تمامًا لما تقتضيه المسؤولية والضمير المهني.


معاناة يومية تتراكم داخل الأروقة. أقسام مكتظة، نقص في المعدات، ضغط مهني ونفسي يتصاعد، ومطالب واضحة ظل صداها يرتد بين الجدران، دون جواب. لم يكن المطلوب أكثر من الاستماع، من فتح باب للحوار، لكن إدارة المستشفى اختارت الصمت، بل زادت من تعنتها، وكأنها تقول ضمنياً: "افعلوا ما شئتم".


ورغم كل المساعي، لم تتغير المعادلة. فكان لا بد من خطوة تعيد للكرامة وزنها، وتثبت أن الصمت لا يمكن أن يكون قدراً. هكذا، انطلق الاعتصام الإنذاري، الذي دام خمسة أيام متواصلة. خمسة أيام من الحضور الثابت، من الأصوات التي قالت "كفى" دون صراخ، لكنها وصلت مدوية.


من داخل أسوار المستشفى، كان المشهد مهيباً: لافتات بسيطة، وجوه أنهكها العمل لكنها تشع إصراراً، ومجموعة من الممرضات والممرضين قالوا: "لن نتنازل".


اليوم، يبدأ فصل جديد من النضال، من 10 إلى 14 يونيو 2025، باعتصام جديد، أكثر وضوحاً، أكثر شراسة إن لزم الأمر. فحين تُغلق الإدارة بابها، يُفتح باب النضال.


أما يوم السبت، فسيكون للشارع كلمته، أمام مندوبية الصحة بالصويرة، حيث سيلتقي الغضب المحلي بالغضب الجهوي، في لحظة وحدة نادرة، لكنها ضرورية.


في كل هذا، تتجلى الحقيقة الصارخة: لا يتعلق الأمر فقط بمطالب مهنية، بل بمعركة من أجل الكرامة، من أجل الحق في بيئة عمل إنسانية، من أجل المريض أيضاً، الذي يدفع ثمن هذا الإهمال الإداري.


قد تتغير الوجوه، وقد تُنسى التصريحات، لكن ما سيبقى هو هذا الإصرار النبيل من نساء ورجال الصحة، ممن قرروا ألا يصمتوا بعد اليوم.

إدارة الموقع
إدارة الموقع
تعليقات