في مشهد يعكس عمق الاحتقان الذي يعيشه الجسم التمريضي بالمغرب، أعلنت التنسيقية الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة المرتبين في السلمين 10 و11 قبل صدور مرسوم 535-17-2 عن تنظيم اعتصام إنذاري يوم الأربعاء 25 يونيو 2025 أمام مقر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وذلك احتجاجًا على ما وصفته بـ"الإقصاء الممنهج" من حقهم في الاستفادة من السنوات الاعتبارية.
تعود فصول هذا الملف الشائك إلى سنوات خلت، حين صدر المرسوم 535-17-2 الذي منح بعض فئات التمريض وتقنيي الصحة إمكانية إدماج جديدة، إلا أن الممرضين والتقنيين الذين كانوا مرتبين في السلمين 10 و11 قبل صدور هذا المرسوم وجدوا أنفسهم خارج هذا الإطار، محرومين من أثر رجعي عادل ومن سنوات اعتبارية تحفظ كرامتهم المهنية وتُنصف مسارهم الوظيفي.
وتتهم التنسيقية الوزارة الوصية بممارسة تمييز إداري غير مبرر، معتبرة أن اعتماد الوزارة على جدول ترقي قديم يعود إلى ما قبل مرسوم 681-22-2، لا يعكس روح الإنصاف ولا يأخذ بعين الاعتبار التضحيات التي بذلها هؤلاء المهنيون في الصفوف الأمامية خلال سنوات طويلة من العمل.
وفي خطوة تصعيدية، قررت التنسيقية أن يكون الاعتصام المقبل رسالة واضحة مفادها أن "الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع"، داعية كافة الممرضين والممرضات، على اختلاف تخصصاتهم وتكويناتهم، إلى الاصطفاف خلف هذا المطلب المشروع الذي يمس كرامة الإطار التمريضي بأكمله، ويكشف عن خلل مزمن في طريقة تعاطي الوزارة مع ملفات العدالة الإدارية والمهنية.
التنسيقية في بيانها:
"اعتماد الوزارة على مراسيم قديمة أضرّ بنا، وحرماننا من الأقدمية المستحقة يمثل ضربًا للقانون والأخلاق الوظيفية."
إن اعتصام 25 يونيو، حسب تعبير التنسيقية، ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل نضالي طويل، تُؤكد فيه هذه الفئة أنها لن تتنازل عن حقوقها التاريخية، وستواصل تحركاتها المشروعة حتى يتحقق الإنصاف المهني الكامل.
وفي ظل غياب تجاوب رسمي حقيقي، يتخوف متابعون من أن يؤدي تجاهل هذا الملف إلى احتقان أكبر داخل المنظومة الصحية، خاصةً في ظل ما يشهده القطاع من خصاص في الموارد البشرية وظروف عمل صعبة.
