في مشهدٍ يعكس دينامية التنظيم النقابي وعمق الانتماء المهني، التأم اليوم بالعاصمة الرباط المجلس الوطني للنقابة المستقلة للممرضين، في دورته العادية لسنة 2025، تحت شعار:
"محطة لتقييم المسار واستكمال المشوار".
لم يكن اللقاء عادياً، بل مثّل لحظة تأمل جماعي ونقاش عميق بين ممثلي الممرضين وتقنيي الصحة من مختلف جهات المملكة، في سياق يتّسم بكثرة التحولات التي يعرفها القطاع الصحي، وما يفرضه ذلك من حذر تنظيمي ويقظة نقابية.
تقييم بالأرقام والأفكار
الورشة الأولى من أشغال المجلس خُصصت لتقييم الأداء النقابي خلال المرحلة السابقة، حيث عُرضت جملة من المعطيات المرتبطة بالحضور الميداني للنقابة، وتفاعلها مع قضايا الممرضين، بدءاً من تحسين شروط العمل، مروراً بالحماية القانونية، ووصولاً إلى النضال من أجل إنصاف الفئات المهمشة داخل المنظومة الصحية.
وقد ركّزت المداخلات على ضرورة تطوير آليات الاشتغال، والانفتاح على المستجدات الرقمية والتواصلية، لتعزيز القرب من القواعد النقابية وتوسيع قاعدة المنخرطين، خصوصاً في صفوف الأجيال الشابة من الممرضين.
استشراف آفاق العمل... والإيمان بالممكن
النقاش لم يتوقف عند حدود التقييم، بل امتد إلى طرح تصورات عملية للمستقبل، على ضوء ما تشهده الساحة الصحية من إصلاحات بنيوية مرتبطة بقانون الوظيفة الصحية، وورش تعميم الحماية الاجتماعية، وإعادة هيكلة المنظومة الصحية.
لقد شدد المشاركون على ضرورة التموقع كقوة اقتراحية وازنة، تزاوج بين الترافع العقلاني والعمل الميداني، حفاظاً على مكانة الممرض وتقني الصحة، وعلى كرامته داخل المنظومة الصحية.
لحظة وفاء... لمن صنعوا البداية
أجمل ما في الدورة، كان لحظة الوفاء. ففي جو مؤثر، تم تكريم ثلة من الزملاء الذين كانوا من المؤسسين الأوائل للنقابة المستقلة للممرضين. وجوه ناضلت بصمت، وساهمت في غرس جذور الكيان النقابي حين لم يكن الطريق ممهداً، ولا الصوت مسموعاً.
كلمات مؤثرة، تصفيقات صادقة، ودموع امتنـان... هكذا اختُتمت أشغال المجلس، في مشهد يُلخّص جوهر العمل النقابي: النضال من أجل الحقوق، دون أن ننسى من مهّد الطريق.
كلمة ختامية
إن انعقاد المجلس الوطني في هذا الظرف بالذات، ليس مجرّد محطة تنظيمية، بل تأكيد على أن النقابة المستقلة للممرضين ما تزال وفية لرسالتها، مدافعة عن قضايا المنخرطين، متطلعة إلى المستقبل، متمسكة بقيم الوفاء والتجديد والمسؤولية.
