في سياق الإصلاحات المتواصلة التي تعرفها المنظومة الصحية بالمغرب، يبرز مجددًا ملف حساس طالما شكّل نقطة سوداء في مسار العدالة المهنية داخل قطاع التمريض، ويتعلّق الأمر بالممرضين وتقنيي الصحة الذين تابعوا تكوينًا جامعياً مدته ثلاث سنوات، لكنهم لم يُمنحوا معادلة دبلوماتهم بشهادة الإجازة، مما أدى إلى توظيفهم في السلم 9 عوض السلم 10، رغم أحقيتهم بذلك.
هؤلاء الممرضون، الذين قضوا سنوات طوالًا من أعمارهم في السلم 9، عانوا من التهميش والتأخير في مسارهم الإداري والمهني، إلى أن جاء المرسوم رقم 2.17.535 الذي اعترف أخيرًا بمعادلة دبلوماتهم للإجازة، وبالتالي أقرّ استحقاقهم للسلم 10. غير أن هذا الاعتراف، وإن جاء متأخرًا، لم يرافقه أي إجراء لجبر الضرر الحاصل، ما خلّف شعورًا عميقًا بالغبن والإقصاء.
في هذا السياق، وجّه النائب البرلماني "حسن أومريبط" عن فريق التقدم والاشتراكية، بتاريخ 22 ماي 2025، سؤالًا كتابيًا إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أعاد من خلاله طرح هذا الملف للنقاش، مطالبًا بإنصاف هذه الفئة من خلال احتساب السنوات التي قضوها ظلماً في السلم 9، وتعويضهم عنها إداريًا وماليًا.
وأكد السؤال البرلماني أن الحلول المؤقتة، من قبيل منح سنتين اعتباريتين، لا ترقى إلى مستوى جبر الضرر الحقيقي، بل إنها رسّخت الشعور بالتمييز بين الممرضين، وعمّقت الفوارق داخل نفس الفئة المهنية. وأضاف أن هناك ضرورة ملحة لاعتماد حل شامل يُنصف هؤلاء الممرضين الذين خدموا المنظومة الصحية في أصعب الظروف، وكانوا في الصفوف الأمامية رغم الحيف الإداري الذي طالهم.