في قاعة عجّت بالوجوه النضالية والتجارب المتنوعة، وعلى إيقاع نشيد الاتحاد المغربي للشغل، انطلقت يوم الأربعاء 21 ماي 2025 فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للتمريض (12 ماي) واليوم العالمي للقابلات (5 ماي) بمدينة بني ملال، تحت شعار:
"مهن التمريض وتقنيات الصحة، التحديات الراهنة والآفاق المستقبلية."
هذه المحطة التنظيمية والنقابية البارزة، جاءت بمبادرة من اللجنة الجهوية للممرضين وتقنيي الصحة وبتأطير من المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة (إ م ش)، وبمشاركة من اللجنة الجهوية للقابلات واللجنة الجهوية للممرضين الإعداديين والمساعدين، لتكون مناسبة لتقاطع الأصوات وتجديد العهد مع قيم النضال والاعتراف بالمجهودات الخفية التي تبذلها هذه الفئات الصحية.
في البداية، تناوبت عدد من الوجوه التمريضية والنقابية على الكلمة، منوهة بصمود الأطر الصحية ومكانتها المحورية في المنظومة، ومن بينها كلمات كل من الأخت هدى يسري، والأخ محمد سفيان ازكوار، والأخت رشيدة الوافي، إلى جانب كلمة الكاتب الجهوي الأخ رحال لحسيني التي اختزلت التحديات في جملة واحدة: "لا إصلاح صحي بدون عدالة مهنية وتمكين فعلي للعاملين فيه".
ثم تعاقبت كلمات ممثلي المهن الصحية الأخرى، من أطباء، صيادلة، إداريين، مهندسين، مساعدين، وطلبة، تعبيرًا عن وحدة الصف داخل المنظومة، والوعي الجماعي بضرورة الإصلاح والتكامل.
تضمن البرنامج عددًا من العروض التي لامست مواضيع دقيقة تهم واقع الممرضات والممرضين، والقابلات، من بينها:
- مواقف الجامعة الوطنية للصحة ومطالب الممرضين، للأخ عبد النبي لمعبعب.
- مسار الممرض الإعدادي والمساعد الصحي قبل وبعد التنظيم، للأخت فاطمة سبيل.
- دور القابلة بين الماضي وتحديات الحاضر، للأخت حنان الوردي.
- الممرض(ة).. العمود الفقري للمنظومة الصحية، للأخ المهدي كعلي.
- ممرض العالم القروي وتحديات الرقمنة، للأخت سعاد الفيزادي.
- تجربة الأم العاملة في القطاع الصحي، للأخت سمياء ادويرات.
- الفراغ القانوني في مهنة التمريض بالمغرب، للدكتور مراد الشيخاوي.
ولأن الاحتفال لا يكتمل دون الفن، كان للقصيدة والموسيقى حضورٌ بهيّ، عبر قراءات شعرية وزجلية لكلمات صادقة من قلب المهنة، ووصلة موسيقية أطربت الحضور أدّتها فرقة "صول للموسيقى والثقافة".
وفي لحظة مؤثرة، خُصصت فقرة لتكريم وجوه أعطت الكثير ولم تنتظر المقابل، ممرضات وقابلات من مختلف أقاليم الجهة، منهم من أحيل على التقاعد ومنهم من لا يزال يضيء دروب الرعاية الصحية.
لم يكن هذا اليوم مجرد نشاط روتيني أو ذكرى سنوية، بل محطة نضالية وتواصلية وإنسانية، جمعت بين مختلف المكونات، وطرحت تساؤلات كبرى حول الحاضر والمستقبل، في ظل التحديات المتعددة التي يعيشها قطاع الصحة ببلادنا.
إن ما شهدته قاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات ببني ملال، يبرهن على أن الممرضين والقابلات ليسوا فقط فاعلين في الحقل العلاجي، بل أيضًا صناع وعي جماعي وتغيير إيجابي.