في مشهد يعكس حجم الاحتقان الذي يعيشه قطاع التمريض بالمغرب، وبجهة بني ملال على وجه الخصوص، خرجت التنسيقية الوطنية للطلبة الخريجين والممرضين في بيان ناري يوم 25 ماي 2025، نددت فيه بحالة "الجمود والتهميش" التي تطال المئات من خريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية و تقنيات الصحة، رغم الخصاص المهول الذي تعرفه المستشفيات والمراكز الصحية على مستوى الموارد البشرية.
البيان، الذي حمل رقم 02، جدد رفضه القاطع لاستمرار البطالة وسط صفوف خريجي التمريض وتقنيات الصحة، معتبرًا أن عدم إدماجهم ضمن المباريات الاستثنائية لسنة 2024، وغياب أي خطوات عملية من طرف الجهات الوصية، يمثل استخفافًا بمستقبلهم ومصيرهم، وضربًا لمبدأ تكافؤ الفرص، كما أشار إلى التداعيات النفسية والاجتماعية الخطيرة التي يخلفها هذا الوضع على نفسية الخريجين.
وفي خطوة تصعيدية، أعلنت التنسيقية عن برنامج نضالي يشمل:
1. اعتصامًا مفتوحًا أمام المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية ببني ملال
2. تنظيم حلقيات داخل أسوار المعهد يوم 27 ماي 2025
3. وقفة احتجاجية يوم الأربعاء 28 ماي 2025 أمام نفس المديرية
رد الفعل لم يتأخر كثيرًا، إذ أصدرت النقابة المستقلة للممرضين – المكتب الجهوي ببني ملال – بلاغًا تضامنيًا في نفس اليوم، عبرت فيه عن دعمها اللامشروط لمطالب التنسيقية، ومطالبتها الصريحة بفتح تحقيق عاجل حول اختفاء 160 منصبًا ماليًا مخصصًا للجهة خلال سنة 2024، كانت كفيلة بامتصاص جزء من البطالة المستفحلة في القطاع.
النقابة لم تكتف بالتضامن فقط، بل طالبت بتحميل الجهات المسؤولة – وفي مقدمتها وزارة الصحة – تبعات هذا الإهمال الذي وصفته بالممنهج، مذكّرة بالانعكاسات السلبية على جودة الخدمات الصحية ومعاناة الأطر الحالية تحت ضغط الخصاص، في وقت تعرف فيه المؤسسات الصحية بالجهة إغلاق بعض المصالح نهائيًا لغياب الموارد البشرية.