في زمن يتقدّم فيه العلم ويُبنى على أساسه مستقبل الصحة العمومية، اختار طلبة وخريجو معاهد التمريض وتقنيات الصحة بمراكش أن يُرفع صوتهم عاليًا، مُعلنين عن رفضهم الصريح للتهميش والإقصاء الذي يطال البحث العلمي الميداني داخل المؤسسات الصحية.
ففي بيان استنكاري صادر عن التنسيقية الوطنية لطلبة وخريجي وممرضي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة - موقع مراكش، يوم الجمعة 16 ماي 2025، عبّر الموقعون عن غضبهم من العراقيل التي تواجه إنجاز بحوث التخرج داخل المصالح الاستشفائية، لا سيما داخل المركز الاستشفائي الجامعي بمراكش.
بحث علمي مع وقف التنفيذ... وطلبة يُواجهون المجهول
أشارت التنسيقية إلى أن البحث العلمي ليس مجرد عنصر ترفيهي في التكوين، بل هو عنصر أساسي لبناء ممرّض كفء ومؤهل علميًا ومهنيًا. غير أن واقع الحال، حسب ما ورد في البيان، يكشف حرمان الطلبة من التراخيص اللازمة لإجراء البحوث الميدانية داخل المصالح الاستشفائية.
السبب؟ غياب موظّفين مسؤولين داخل هذه المصالح، وضعف في التنسيق بين إدارة المعهد والمركز الاستشفائي الجامعي، وهو ما أدّى إلى تأجيل أو تعطيل إنجاز البحوث، وخلق نوع من الإحباط والارتباك في صفوف الطلبة.
مسؤولية مُشتركة... وسكوت غير مبرر
البيان لم يمرّ مرور الكرام، بل حمّل المسؤولية كاملة لإدارة المعهد والمستشفى الجامعي بمراكش، متهمًا إياهما بالتقصير والتماطل في ضمان الحد الأدنى من شروط التكوين الجاد والناجع.
وأكدت التنسيقية أن الطلبة ليسوا مجرّد متلقّين، بل فاعلون في مسارهم الأكاديمي، ومن حقهم الولوج إلى فضاءات البحث، والاشتغال في ظروف تحترم تطلعاتهم وطموحاتهم.
بلاغ إنذاري... وتحذير من خطوات تصعيدية
اختتم البيان برسالة واضحة وصريحة:
"لن نقف مكتوفي الأيدي... واستعدادنا لخوض كافة الأشكال النضالية التصعيدية قائم، ما لم تُحل هذه الإشكالات في أقرب الآجال."
كما وجهت التنسيقية ثلاث مطالب رئيسية:
1. إدانة التماطل الحاصل في منح تراخيص البحث العلمي الميداني
2. تحميل إدارة المعهد والمركز الاستشفائي مسؤولية تعطيل المشاريع الأكاديمية
3. الدعوة العاجلة إلى اجتماع تنسيقي يحدد مصير البحوث ويوفر الدعم اللازم لإنهائها.