في أجواء من الحماس والتعبئة التنظيمية، شهدت العاصمة الرباط يوم الجمعة 18 أبريل 2025 انطلاق الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع للنقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل. وتتواصل أشغال المؤتمر على مدى يومين بمدينة بوزنيقة، تحت شعار اختزل الرؤية والمطلب: "تثمين الموارد البشرية الصحية ركيزة أساسية لبناء منظومة صحية مستدامة".
افتتاح مهيب وحضور وطني وازن
شهدت الجلسة الافتتاحية حضورًا لافتًا لضيوف يمثلون مختلف الحساسيات السياسية والنقابية، من ضمنهم وفد رفيع المستوى من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يتقدمه الكاتب الأول، إضافة إلى السفير الفلسطيني، وممثلي جمعيات وهيئات مدنية وإعلامية.
كما حضرت الفيدرالية الديمقراطية للشغل بوفد مركزي مهم برئاسة الكاتب العام يوسف إيدي، الذي ألقى كلمة عبّرت عن دعم المركزية لهذه المحطة التنظيمية.
وكان للحضور المكثف لقيادات ووجوه تاريخية داخل النقابة، مثل الدكتور عبد المجيد بوبكري ومحمد الدحماني، طابع رمزي عميق، أعاد إلى الأذهان محطات من نضالات مريرة خاضتها النقابة في وجه مختلف التحديات.
كريم بالمقدم مجددًا على رأس النقابة
فجر السبت 19 أبريل، أعلنت الجلسة العامة للمؤتمر عن تجديد الثقة في الدكتور كريم بالمقدم ككاتب عام وطني، بعد مصادقة المؤتمرين على التقريرين الأدبي والمالي، واللذين استعرضا حصيلة عمل المكتب الوطني خلال الفترة السابقة.
وقد جاء هذا التتويج تعبيرًا عن التقدير الجماعي لمجهوداته، وتجسيدًا لرغبة المؤتمر في الحفاظ على استمرارية الخط النضالي للنقابة.
دينامية تنظيمية ومخرجات واعدة
بعد تقديم المكتب الوطني لاستقالته، تم تشكيل رئاسة مؤقتة لتدبير ما تبقى من أشغال المؤتمر، ضمت كلًا من محمد دحماني، سعيد الحمداني، سلوى الجابري، عبد الباري الشندودي، وسفيان أيت أودرير.
وقد صادق المؤتمرون على التعديلات التنظيمية الجديدة، بعد عرض المقرر التنظيمي ومناقشة مضامينه التي شملت مراجعات دقيقة للقانون الأساسي للنقابة.
أوراش فكرية لمواكبة التحولات الصحية
يُنتظر أن يواصل المؤتمر جلساته بتنظيم ندوة هامة تتمحور حول الورش الملكي لإصلاح المنظومة الصحية، ومكانة الأطر الصحية داخله، إلى جانب ورشة خاصة ببلورة الملف المطلبي للشغيلة الصحية بمختلف فئاتها، في خطوة ترمي إلى توحيد المطالب وتأطير النضال المطلبي خلال المرحلة المقبلة.
نحو أفق جديد في العمل النقابي
من المرتقب أن يُختتم المؤتمر بانتخاب مجلس وطني جديد، واعتماد بيان ختامي يلخص أبرز التوصيات والنقاشات التي طُرحت خلال مختلف جلسات المؤتمر، بما فيها الجلسة الافتتاحية التي حظيت بإشادة واسعة نظير مستوى التنظيم والمشاركة.
بـ47 سنة من العمل النضالي المتواصل، تثبت النقابة الوطنية للصحة العمومية من جديد قدرتها على التجدد والتأقلم مع التحديات، وعلى مواصلة الدفاع عن كرامة ومطالب العاملين في قطاع الصحة العمومي.
إن نجاح المؤتمر الوطني التاسع يشكل لحظة فارقة، وفرصة لتكريس نفس ديمقراطي وتنظيمي جديد، يعكس نضج تجربة نقابية راكمت الكثير، ولا تزال تُراهن على المستقبل بثقة وثبات.
