عند ولوجنا المعهد أول يوم سألونا عن الطموح، عن الحافز ، عن مدى رغبتنا في التضحية و العطاء ... حينها كنا نجيب عن الأسئلة بسذاجة و على وجوهنا ابتسامة بلهاء ، كنا مغفلين غير واعين بما ينتظرنا ، كنا نعتقد أن الجحيم هو المعهد ، كنا نظن خاطئين أن المعاناة هي فترة التكوين ، كنا نكتئب لمجرد رؤية مريض يحتضر أو رضيع يعاني من أعراض الحمى ، بعد كل هذه السنوات أدركت أننا كنا جاهلين ، جاهلين أن الجحيم هو المهنة ذاتها حيت تمارسها في المكان الخطأ و في الزمان الخطأ ، بعضنا زج به قاض مستهتر ضاع بين ثنايا الفراغ القانوني في غياهب السجن ، آخرون سرقهم منا الموت في لحظة تضحية قل نظيرها ، ضحوا بحياتهم من أجل انقاذ حياة مريض غريب ، أصدقاء في ريعان شبابهم غادرونا فجأة و آخرون تحولون إلى أجساد هامدة بين الحياة و الموت ، حتى صرت أرى سناريوهات نهايتي أمامي ، قد أتحول إلى مجرد اسم في سجل الجناة و الجانحين ، أو إلى تابوت مرقم ينتظر الدفن ، أو ربما إلى جسد عاجز معاق أو رقم سرير في مستشفى للأمراض العقلية !!! ماذا كان يظن الوزير حين نطق مستهترا أننا نخلط الأوراق ، أن المطالب لها مكان محدد، و ماذا ينتظر الممرضون و تقنيو الصحة ؟ و كم من الضحايا يجب أن تعدوا لكي تتحرك ضمائركم ؟ بالله عليكم ماذا تنتظرون ؟كفانا ذلا و هوانا ؟ كفانا تضحية بالشباب منا ؟ كفانا مواجع أرجوكم !؟ انتفضوا !؟ ماذا قد يحدث أكثر من هذا لو طالبتنا بحقوقنا ؟؟
تعليقات
إرسال تعليق