لأن المستشفى الجهوي لأكادير يثير لعاب البعض، ولأن مديره قد حول هذه المؤسسة إلى مؤسسة تؤدي مهامها بشكل مقبول جدا يتحدى إكراهات القطاع، ولعل أبسط تجليات ذلك إطلاق برنامج صفر موعد الذي تم إقباره من جواره.
ولأنه ساهم في تجاوز بيروقراطية التسيير داخل القطاع، وفي وأد العلاقات
الجافة بين الإدارة وعموم الأطر الصحية وتعبيراتها الاجتماعية، ومحيطها.. (ليس
الكل طبعا، لأن هناك من لا يروق له هذا الأمر، ويضر بمصالحه).
ولأن تصفية تركة الوزير السابق، وبالأخص عدد من المسيرين الذين ربما لم يكن
لابد من تعيين عدد منهم على رأس عدد من الإدارات والمؤسسات الصحية،
ولأن وزارة الصحة (مختلف القطاعات غالبا) تعيش على وقع هذه العادة السيئة
المعتادة باستمرار..
يتم خلط الأوراق واستهداف من يستحق التشجيع أكثر من يستحق الإعفاء.
ولأن بعض لوبيات القطاع الخاص لا يروق لها أن تقوم المؤسسة العمومية بجذب
البسطاء إليها وأن يكون مديرها جراحا كفئا وإنسانا طيبا ومحبوبا يلاحقه المرضى من
خارج الجهة، لإجراء عمليات الجراحية لديه.
ولأن المتطوعين يأتون .. والقوافل والبرامج المستعجلة تنظم، ويشارك فيها
داخل وخارج المستشفى، ولأن المؤسسة الصحية تحقق جزءا بسيطا من تصالحها الضروري مع
محيطها.
ولأن عقد البعض لم تمحيها السنوات ويتحين فرصة استعمال أدواته الطيعة
للانتقام من الأطر الصحية بسبب الخلافات المرتبطة بالتقديرات المتباينة في قضايا
مبدئية وتنظيمية لاعلاقة لها بالواجب المهني.
ولأن للسياسية لعنتها،
ولقطاع الصحة كبواته المتعددة التي تستعمل في تصفية الحسابات، في حين يتم
تجاهلها حينما يكون المعني بالأمر مشمولا بالحماية والرضى،
يتم تحريك الأدوات المحلية والمركزية والدعاية المغرضة لتوفير الأجواء
للضرب تحت الحزام.
ولأن.... ولأن.....
يتم حاليا استعمال الإدارة وبعض الأجهزة المركزية لوزارة الصحة لإستهداف
الدكتور عبد العزيز الريماني، مدير المستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، للتغطية
على قصور المنظومة الصحية جهويا بدل تشجيع هذا النموذج التلقائي وتوجيهه انطلاقا
من قدراته وأثره الإيجابي.. نحو الأفضل.
***
ليس لأنك صديقنا ورفيقنا في الاتحاد المغربي للشغل عضو اللجنة الإدارية
للجامعة الوطنية للصحة (إ م ش)؛
ليس لأنك عضوا في اللجنة الوطنية للأطباء والصيادلة وجراجي الأسنان (إ م ش)
وطنيا وجهويا؛
ليس لأنك تحضر وتؤطر وتساهم في الأنشطة النقابية، مع السهر التلقائي على
الفصل بين الانتماء والتسيير، والدليل تعاطف كافة مكونات الساحة الصحية معك،
باستثناء بعض "أدوات الجريمة" جريمة الاستهداف.
(وهذا طبيعي لأنه غالبا لا يمكن أن تجد موظفا هما كانت درجته ومهنته لا
ينتمي إلى هذا الإطار أو إلى ذلك .. أو يتعاطف مع جهة ما، مثل أغلبية الأطر حتى
خارج القطاع).
ليس لأنك محبوبا من طرف معظم الذين يشتغلون لجانبك، والجمعيات والهيئات
والعموم ...، رغم أعطاب القطاع وإكراهاته؛
ليس لأنك صديقنا..
ورفيقا للمناضلين باختلاف مشاربهم وفي كافة المجالات..
فقط لأن استعمال الإدارة وبعض الأجهزة في الانتقام من الأطر الصحية الجيدة
مقابل التستر على الموالين الفاشلين وأعداء الموظفين والعناصر المتسببة في
التوثر..
يجب أن يتم وضع حد له.
وبالأخص في هذه الظرفية التي تعرف مخاضا جديدا آخر بوزارة الصحة !
كل التضامن مع الرفيق الدكتور عبد العزيز
الريماني
رحال لحسيني،
نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة (إ
م ش)
الدار البيضاء، في: 5 فبراير 2020
تعليقات
إرسال تعليق