- يعني انك مقبل على مقامرة ما , أو على فتح بطيخة لاتدري بالضبط محتواها كلما بادرت بتخدير مريض ... وأسوأ مافي الامر ان الكوارث عندما تأتي , لاتكون مصاحبة باجراس الانذار , ولاتتلون الشاشة بالأحمر كما في العاب الكمبيوتر والافلام ... اسوأ مافي المصائب أنها تأتي في هدوء ... وترحل كما اتت ... في صمت جليل
- يعني ان عادة سيئة تتكون لديك وهي التطلع باستمرار الى اوردة البشر في محاولة خيالية ملحة لايجاد افضل وريد يصلح لأضخم كانيولا ممكنة
يعني أن الناس لم يعودوا يقسمون الى فئات حسب اللون أو الجنس أو الدين .. بل حسب لياقتهم للتخدير الى مرضى لايصلح لهم الا البنج الموضعي , ومرضى ينامون كليا بعد محايلات واستعدادات وتحسب للمصائب وخناق محترم مع الجراح , ومرضى لاتوجد فيهم مشاكل من أي نوع ( والملاحظ ان اغلب مصائب التخدير تأتي من تلك الفئة الاخيرة , ولاتسأل عن السبب)
- يعني انك مدان قبل أن تبدأ أو تتكلم أو تتعامل مع اي كائن ... يعني أن تستسلم للفكرة الساذجة المكونة لدى الجميع بأنك (ذاك الشخص الذي يقتل المرضى بسبب الجرعة الزائدة) ..
- يعني أنك مطالب بايجاد أوردة لمريض مستعصي حاول فيه قبلك عشرون ممرضة والمفروض ان تجد الوريد بنجاح والا فان نظرة غبية ستتكون على الوجوه
- يعني انك متيقن من ان احساسك بالام الناس يقل تدريجيا بدءا من جو الرهبة المغلف لغرفة العمليات (بينما هي بالنسبة لك كجو البيت أو اكثر), مرورا بتركيب الكانيولا ( لأنك نسيت دلك الاحساس و تطالب المريض بالصبر و الكف عن الدلع)... والماسك الاسود الكئيب المعبق ببقايا رائحة الغاز المخدر ( طبعا لأنك اعتدت ان تكون فوق الماسك لا أسفل منه بينما شخص تراه بالمقلوب عند رأسك يأمرك بالهدوء مع اخذ الانفاس العميقة والعد)
تعليقات
إرسال تعليق